Print this page

102قرية طالها المشروع و7200 مقترض في السويداء

باتت القروض التنموية والممولة من قبل الأمانة السورية للتنمية بمنزلة «المفتاح التشغيلي» لعدد كبير من الأسر ولاسيما أبناء الريف الذين وبكل صراحة أوجدوا من خلال هذه القروض/ القليلة مالياً والكبيرة معنوياً وانتاجياً/ أرضية لمشروعات صغيرةأصبحت تدار من قبلهم وتالياً أغنتهم عن البحث عن عمل خارج قراهم وبلداتهم لذلك بتنا نلحظ وخاصة في الآونة الأخيرة اقبالاً كبيراً من قبل أبناء محافظة السويداء على صناديق هذه المشروعات والتي أصبحت- وحسبما وصفها بعض المستفيدين منها- بمنزلة الدواء العلاجي لمرض البطالة، والمتتبع لخط سير تنفيذ هذه القروض سيلحظ أن 90% منها منفذ في مكانه الصحيح ومن هذه التجربة الناجحة بامتياز نستنتج أنه مهما كانت ميزانية القروض صغيرة فإرادة العمل تصنع المستحيل.

من الواقع

ما قدمه برنامج /مشروعي/ حتى الآن من قروض تنموية لأسر المحافظة حققت الغاية التي وجدت لأجلها ولو لم يكن الأمر كذلك لما رأينا الإقبال الكبير على هذه القروض التي كان لها الفضل الأكبر في دعم الدخل المالي لهذه الأسر وتالياً تحسين واقعها الاقتصادي.، مدير المكتب المهندس فراس البعيني تحدث عن برنامج مشروعي موضحا ان ولادة المشروع قد أبصرت النور في الشهر الخامس من عام 2011 وكانت بـ /5/ صناديق تشغيلية حيث تم استهداف /12/ قرية وهي الأشد فقراً وذلك بغية شراء أبقار- أغنام- دواجن- آلات خياطة ولينطلق بعدها على كل قرى المحافظة ليطول حجم الإقراض حوالي 102 قرية استفاد منها حوالي /7200/ مفترض وقد وصلت القيمة المالية للمبالغ الممنوحة إلى حوالي /310/ ملايين ليرة، مشيراً إلى أنه بعد أن أصبحت هذه المشروعات قائمة عملياً وقد حققت هدفها شكلت حافزاً عند المجتمع المحلي والأهلي لدعم هذه الصناديق وتعد محافظة السويداء الأولى التي ساهم فيها المجتمع الأهلي بمبالغ مالية لدعم هذه الصناديق حيث تم تمويل 14 صندوقاً بالكامل من قبل المجتمع المحلي وذلك بقيمة مالية تقدر بحوالي /32/ مليون ليرة إضافة لدعم الصناديق القائمة بمبالغ مالية وصلت إلى /35/ مليون ليرة علاوة على ذلك وهذا الأهم هو رفع سقف القروض من 75 ألف ليرة إلى 200 ألف ليرة كما منح المشروع حوالي 1767 قرضاً طلابياً بقيمة 46 مليون ليرة مضيفاً أن تجربة مشاركة المجتمع الأهلي قد أنتجت ثماراً إيجابية ارتدت بشكل إيجابي على طالبي هذه القروض لافتاً إلى أنه وبهدف الحفاظ على ديمومة هذه القروض وضمان استمراريتها فقد تم في الشهر العاشر من العام الماضي توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة الإدارة المحلية والأمانة السورية للتنمية والتي كانت الأساس لرفع سقف هذه القروض إلى /200/ ألف ليرة مع العلم بأن هذه القروض تدار من قبل لجنة محلية من أهل القرية وليبقى هناك حوالي /27/ قرية لم يتم استهدافها بعد إلا أن المشروع سيستهدف كل قرى المحافظة علماً بأن هذه القروض من دون فوائد أي إنها غير ربحية.

مشروعات تشغيلية

التصميم على العمل وإنفاق القرض في مكانه الصحيح كان من دون أدنى شك اللبنة الأساسية لنجاح هذا البرنامج في كل القرى التي تم استهدافها، والزائر للمستفيدين من هذه القروض سيلحظ أنهم وبحق قد استفادوا فمن اشترى رأساً من الأبقار عام 2011 الآن أصبح لديه رأسان ومن اشترى آلة خياطة الآن بات لديه مشغل صغير ومن ذلك نستنتج أن معظم صناديق الإقراض غير الربحية قد حققت نجاحاً كبيراً حيث قال محاسب صندوق خربة عواد رهيج غرز الدين أنه تم تأسيس صندوق القرية في منتصف عام 2011 برأسمال مقداره مليون و800 ألف ل.س إلا أنه من جراء التبرعات الأهلية والمحلية فقد ارتفع رأسمال الصندوق إلى حوالي /2,5/ مليون ليرة وقد شملت القروض: تقطير عنب، تربية ماعز – تربية أبقار- تشجير- عزاقات/مضيفاً أن إحدى النساء اللواتي استفدن من هذا الصندوق وهي إنصاف غرز الدين قامت مع بداية منحها القرض بشراء /ماعز عدد /2/ والآن ومن جراء اهتمامها وعنايتها بهما بات لديها/10/ رؤوس من الماعز حيث استطاعت أن تحقق نوعاً من الاكتفاء الذاتي وتالياً توفيرها أثمان شراء الحليب ومشتقاته حيث تم تكريمها تشجيعاً لغيرها من المستفيدين من هذه القروض ، ومن خربة عواد انطلقت /تشرين/ إلى مدينة صلخد للوقوف على المشروعات المنفذة على ساحة المدينة والتي بالفعل كانت ولادتها ديمومة لاستمرارية ضخ روح الحياة بها حيث قال رئيس لجنة الإشراف على الصندوق وائل الجوهري أن الصندوق تأسس برأسمال مقداره حوالي /3.4/ ملايين ليرة ولكن بعد التبرعات التي جاءت من المجتمع المحلي والأهلي فقد ارتفع رأسمال الصندوق إلى /4.4/ ملايين ليرة حيث تم منح 47 قرضاً تنموياً و40 قرضاً تعليمياً لطلاب الجامعة ولضمان نجاح القرض قمنا بمنح قروض عينية لكل المقترضين إذ يقوم المقترض بتقديم دراسة عن المشروع حيث نقوم نحن بشراء المستلزمات وقد شملت المشروعات الممولة شراء عزاقات وأبقار وماعز شامي وري بالتنقيط إضافة للمشروع الذي سجل نجاحاً كبيراً على مستوى المحافظة وهي طيور الراماج علماً بأن هذا المشروع اقتصادي لا يحتاج رأسمال كبيراً وفعلاً استطاعت هذه القروض تأمين فرص عمل للمقترضين.. وأضاف: إن صندوق مدينة صلخد بحاجة لحوالي /22/ مليون ليرة لتغطية كل المتقدمين على قروض مع العلم بأن سقف القرض حالياً هو 75 ألف ليرة ونطمح إلى رفع السقف إلى /200/ ألف ليرة، بينما أشار رئيس لجنة صندوق الإقراض في مفعلة توفيق غانم إلى أن صندوق القرية أبصر النور بداية عام 2015 برأسمال مقداره /2/ مليون ليرة إلا أن هذا المبلغ ارتفع إلى حوالي /4/ ملايين ليرة بعد مشاركة المجتمع المحلي والأهلي بالمبالغ المالية حيث استفاد من هذا الصندوق حوالي 120 مقترضاً، علماً بأن المشروعات الممولة تنوعت بين مشروعات طيور الراماج التي تجاوز عددها الـ /13/ مشروعاً إضافة لتربية الدواجن والمواشي علاوة على عدد من المشروعات كتصنيع الألبان والأجبان وقروض لتقوية المحال التجارية ، عدا عن ذلك فقد تم تنظيم جدول خاص بأسماء الراغبين بشراء آلات زراعية وماكينات خياطة إلى الأمانة السورية للتنمية عن طريق مكتب التنمية في السويداء.
ولم يخف عادل المتني رئيس لجنة صندوق قرية الكسيب المردود المالي الذي حققته هذه الصناديق على المقترضين ولاسيما لمن قام بإنفاقها في مكانها الصحيح فانطلاقة صندوق القرية كانت بمبلغ مالي زهيد لا يتجاوز الـ /1.2/ مليون ليرة ولكن بعد أن وجد نية في العمل وإنجاح هذا المشروع عند المقترضين دخل المجتمع المحلي بدعم مالي قوي لتقوية رأسمال هذه الصناديق ليرتفع رأسمال الصندوق إلى أكثر من مليوني ليرة إذ استفاد من هذا الصندوق حوالي 38 مقترضاً ويتراوح سقف القروض من 60-70 ألف ليرة وقد تنوعت هذه  المشروعات بين تربية الأغنام والماعز والدواجن إضافة لشراء ماكينات خياطة وقد وصلت نسبة تنفيذ المشروعات إلى حوالي 85%.. مضيفاً وباعتبار قرية الكسيب قرية زراعية فمعظم المقترضين هم من مربي المواشي لذلك حققت هذه القروض نجاحاً منقطع النظير.
أما رئيس لجنة صندوق عرمان فوزي صيموعة فقال: إن المبالغ المودعة في صندوق القرية والبالغة قيمتها حوالي /5/ ملايين ليرة قد تم تقديمها من المغترب زياد صيموعة حيث قام الصندوق بتوزيع حوالي /104/ قروض تنوعت هذه القروض التنموية بين مشاريع تربية الدواجن إضافة لشراء عزاقات لبعض المزارعين وافتتاح مخبز للخبز العربي «صاج»، كما قام الصندوق بشراء معدات /دهان- رافعة مواد بناء /للمهنيين والحرفيين بالقرية علاوة على دعم المحال التجارية القائمة بغية تقويتها وزيادة مدخولها المالي كما كان لقرية عرمان تجربة ناجحة مع مشروع طيور الراماج ومن خلال متابعة تنفيذ هذه المشروعات تبين أن هناك مثابرة وإصراراً من قبل المقترضين لإنجاح مشروعاتهم معتبرينها خطوة تشغيلية رائدة وقد تم من خلالها تأمين مئات فرص العمل لأسر القرية والمحافظة أيضاً، مضيفاً أن نجاح هذه المشروعات يعد ركيزة أساسية لدخول المغتربين على خط الإمداد فكما علمنا هناك عدد من الصناديق تم تمويلها من قبل المغتربين بالكامل.

تثبيت الأهالي في قراهم

تجربة هذا البرنامج الناجح لم تخفها كذلك السيدة هيام أبو مغضب رئيسة لجنة صندوق قرية أبو زريق التي قالت: لقد كان لهذه القروض الدور الكبير ولاسيما عند أهالي القرية بشراء أبقار وأغنام وقد باتت هذه المواشي المورد المالي والمعيشي للمقترضين فأول هدف حققته هذه القروض هو تثبيت الأهالي بقريتهم وكلنا يعرف أن قرية أبو زريق قرية بعيدة عن مركز المدينة ومعظم شبابها يعتمدون على السفر، مضيفة أنه استفاد من صندوق القرية حوالي 25 مقترضاً علماً بأن سقف القرض هو /75/ ألف ليرة.

وللمغتربين دورهم أيضاً

بهدف إشراك المجتمع المحلي إضافة لمساهمته المالية في هذه الصناديق قام عدد من المتطوعين وبعد أن تم تحديد أسمائهم من قبل محافظ السويداء بالتنسيق مع مدير مكتب التنمية في المحافظة المهندس فراس البعيني، بجولة على عدد من المستثمرين حيث قالت إحدى المتطوعات الزميلة عبير صيموعة أن الجولة خرجت بنتائج إيجابية ارتدت إيجاباً على هذه الصناديق حيث كان الهدف من الجولة عرض فكرة الصندوق على هؤلاء المستثمرين وفعلاً لاقت هذه الفكرة إقبالاً كبيراً ولم يتأخروا بالتبرع لهذه الصناديق وتالياً تقويتها مالياً وفسح المجال لأكبر عدد من المقترضين للاستفادة من هذه الصناديق، وقد وصلت المبالغ المالية المتبرع بها إلى حوالي /35/ مليون ليرة وهذا يعد دليلاً واضحاً على مدى ارتباط المستثمرين ولاسيما المغتربين منهم بوطنهم اضافة لإحساسهم بالمسؤولية إزاء بلدهم مع العلم بأن الجولات لم تنقطع على الإطلاق فهي مازالت مستمرة ولاسيما بعد تجاوب هؤلاء المستثمرين مع فكرة الصندوق.
من جهته المهندس فراس البعيني مدير مكتب التنمية في المحافظة قال: كانت فكرة البحث عن ممولين إضافيين لتمويل هذه الصناديق وزيادة دخلها المالي من المستثمر رائد الشاعر الذي رحب وشجع هذه الفكرة وقام بمساهمة مالية لهذه الصناديق، وفعلاً كانت هي نقطة الانطلاق نحو مستثمرين آخرين كانت لهم مساهمة مالية واسعة في إغناء هذه الصناديق.إذاً تشجيع فكرة مساهمة المجتمع المحلي لاقت تجاوباً إيجابياً من قبل بقية المستثمرين فهناك العديد منهم ساهم بمبالغ مالية فاقت الـ /2/ مليون ل.س وبعضهم مول صناديق بأكملها والبعض الآخر ساهم بمبالغ مالية بالصناديق الممولة من قبل الأمانة السورية للتنمية مشيراً إلى أن برنامج «مشروعي» أوجد مئات فرص العمل لأبناء المحافظة.

نجاح كبير

بعد النجاح الكبير الذي حققته هذه المشروعات على مستوى المحافظة لم يعد أمامنا سوى تشجيع المقترضين على إنفاق القرض في مكانه وتالياً تحفيز المستثمرين على مساهمة أكبر بتمويل هذه الصناديق ورفع سقف القروض للمساهمة في عمليات الإقراض لأكبر عدد ممكن من الأهالي بغية مساعدتهم على مواجهة الظروف الصعبة التي يمر فيها البلد من جراء الإرهاب.

قراءة 278 times