تعدّ مكبات القمامة العشوائية في محافظة طرطوس من أبرز العوامل التي تسبب تلوث موارد المياه السطحية والجوفية وتهدد التنوع الحيوي حيث تشكل بؤراً للأمراض ومصدراً للروائح ومنظراً يسيء للطبيعة حيث يتوضع أغلبها في مناطق الغابات والحراج أو قرب مصادر الينابيع والأنهار كمكب الدريكيش والشيخ بدر وبقعو ومطرو وحمين وغيرها وتبرز عدة أسباب تعوق خطة المعالجة لهذه المكبات أبرزها تأخر تشغيل المركز المتكامل لمعالجة النفايات بطاقته القصوى وعدم قدرة الوحدات الإدارية البعيدة على نقل نفاياتها إلى المركز بسبب التكاليف المرتفعة بينما أعادت محافظة طرطوس المشكلة إلى الواجهة من خلال تشكيل لجنة من الاختصاصيين والمعنيين مهمتها دراسة وضع المكبات العشوائية بالسرعة القصوى وإيجاد الحلول اللازمة بالتعاون مع جامعة تشرين وتقديم العروض الفنية والتكلفة المادية وتحديد الفترات الزمنية للتنفيذ المهندس سالم معلا عضو المكتب التنفيذي المختص لقطاع الصرف الصحي والنفايات الصلبة في المحافظة قال: تم الانتهاء من إعداد دفتر الشروط من قبل جامعة تشرين وتم تنظيم العقد رقم 7 للعام 2016 بالتراضي بين المحافظة وجامعة تشرين لدراسة تأهيل المكبات العشوائية في المحافظة وأقره المكتب التنفيذي للمحافظة بالقرار رقم 752 تاريخ 11/10/ 2016 والبداية تقديم دراسة تفصيلية لمعالجة مواقع 9 مكبات رئيسة كأولوية في مناطق طرطوس وصافيتا والشيخ بدر والدريكيش والقدموس وبعشتر ومشتى الحلو وعين الزرقا والحميدية وتم إعطاء أمر المباشرة بتاريخ 30 /10/ 2016 بعد استكمال إجراءات تصديقه من الجهات المختصة بقيمة 25 مليون ليرة ولمدة 135 يوماً على أن يتم إعداد مخطط توجيهي لمعالجة بقية المكبات وعددها 53 مكباً في الفترة القادمة، علما أن تكلفة معالجة جميع المكبات وبحسب الدراسة تصل إلى حوالي 2 مليار ليرة وأضاف معلا تهدف الدراسة في مرحلتها الأولى إلى تقديم أفضل الطرق الملائمة بيئياً وفنياً واقتصادياً على شكل أضابير تنفيذية متكاملة تكون جاهزة للإعلان والتعاقد وذلك لكل موقع من المواقع وتتضمن الدراسة تقديم معلومات أولية عن واقع مكبات النفايات وطريقة تجميع وأسلوب التخلص من نفاياتها وكمية النفايات الصلبة الموجودة ونوعيتها وطبيعتها وبيان التأثيرات البيئية بعد المعالجة واقتراح الحل المناسب من النواحي البيئية والفنية والاقتصادية وتوثيقها حسب نظام «جي اي اس» وفي المرحلـــــة الثــــانية التي تشكل 80 % من الدراسة والتي تتضمن تقديم تقرير ميكانيكي تربة لكل موقع ومخطط تفصيلي لكامل المنشآت المقترحة والمواصفات الفنية لكامل الآليات والمعدات الهندسية اللازمة لكل موقع إضافة لدراسة فنية تفصيلية لكل موقع مبيناً فيها طريقة العزل والجمع ومعالجة المياه الراشحة والغازات المنبعثة وإعداد دفاتر الشروط الفنية وجداول الأسعار الخاصة بكل موقع لتكون الإضبارة التنفيذية جاهزة للإعلان والتعاقد وسوف يتم إيقاف العمل في بعض المكبات وترحيلها وتأهيل مواقعها ومعالجة مكبات أخرى من خلال المطمر الصحي في المكان نفسه وصولا إلى الانتهاء من هذا الملف في أقرب وقت بعد تأمين الاعتماد المالي اللازم وتشغيل معمل النفايات بطاقته القصوى وعن الواقع الحالي للمكبات وبحسب إدارة النفايات الصلبة في المحافظة: يوجد 62 مكباً عشوائياً تستخدم من قبل الوحدات الإدارية للتخلص من نفاياتها المختلفة ويتم منح الوحدات الإدارية إعانات مالية لتحسين ظروف استخدام هذه المكبات لحين إغلاقها وتأهيل مواقعها بعد استكمال المركز المتكامل لمعالجة النفايات الصلبة في وادي الهدة وتشغيله بالطاقة الإنتاجية القصوى في الفترة القريبة بعد استكمال التجهيزات الهندسية المتعاقد عليها وهي قيد الإنجاز وتأمين العمالة لمصلحة المركز من خلال مسابقة رسمية كما نفذت المديرية خطة شملت إيقاف العمل ببعض المكبات الحساسة بيئياً وترحيل نفاياتها إلى المركز المتكامل للمعالجة في وادي الهدة إضافة إلى متابعة عمل اللجنة التي تضم متخصصين بيئيين حيث سيتم وضع مخطط عام للمكبات لمعالجة واقع مكبات النفايات العشوائية وأماكن وجودها وعددها وأولويات المعالجة وفق طبيعة كل مكب على حدة.، وتم توجيه الوحدات الإدارية المجاورة للمركز بترحيل نفاياتها مباشرة إليه والتوقف عن استخدام مكباتها بما يتوافق مع الإمكانات المتوافرة وتالياً تم توقيف استخدام المكبات العشوائية وتخفيف الضغط عن مكب مدينة طرطوس وبسبب الوضع السيئ والمتفاقم تم إيقاف استخدام مكب مدينتي الدريكيش والشيخ بدر ويجري ترحيل القمامة من محطة تجميع إلى المركز المتكامل من خلال عقود خاصة