أثارت نقاشات مجلس محافظة دمشق في اليوم الأخير من اجتماعات دورته العادية الثالثة لهذا العام موضوع ارتفاع الاسعار في السوق المحلية بشكل غير مسبوق وتضاعفها مرات عديدة خلال أقل من شهر ولاسيما المواد الغذائية الأمر الذي زاد بشكل كبير من الضغوط المعيشية على حياة المواطن، اضافة لاثارة موضوع تراخي الجهات المعنية في تشديد رقابتها على الاسواق وتخبط جهات اخرى بإصدار القرارات والتراجع عنها فيما بعد، الأمر الذي أفقد المواطن ثقته بقدرة تلك الجهات على ضبط الاسواق والعمل على التخفيف من معاناته. وتطرقت المداخلات إلى القرار الأخير بشأن تخفيض كميات الدقيق التمويني للمخابز الاحتياطية والتراجع عنه الأمر الذي سبب ارتفاعاً كبيراً في أسعار ربطة الخبز في الاسواق وازدحاماً شديداً على جميع الأفران الآلية والاحتياطية في العاصمة مطالبة الجهات المعنية باتخاذ القرارات المناسبة بدراسات أعمق وأوفى قبل الإقدام على أي قرار لاسيما في الظروف الحالية التي يتكبد فيها المواطن مزيداً من الضغوطات والاعباء المادية والمعنوية، كما طالب أعضاء المجلس بتحسين جودة الرغيف وبيان أسباب توقف منح إجازات الاستيراد للمواد الأساسية لاسيما منها الغذائية ما أدى لارتفاع أسعارها ومنح تجار بعينهم إجازات استيراد مواد معينة دون غيرهم ، وفي هذا السياق بيّن مدير اقتصاد دمشق حسام شالاتي أنه قبل عام 2014 كانت إجازات الاستيراد تمنح مباشرة من قبل المديريات ولكن اليوم ووفقاً لسياسة ترشيد الاستيراد أصبحت الموافقة تمنح من قبل وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، مؤكداً أن الوزارة ما زالت تمنح الموافقات على كل السلع الأساسية، كما أشار الأعضاء إلى أهمية تأمين أمبولات الأنسولين في المراكز الصحية ومتابعة شؤون المقابر ومدى التزام المشرفين عليها بعملهم ومتابعة معايرة عدادات السيارات الخاصة بتوزيع المحروقات بشكل يومي.
مجلس محافظة دمشق 80% من أدوية السرطان متوافرة في مشفى ابن النفيس
تركزت مداخلات مجلس محافظة دمشق في ختام جلساته أمس حول فلتان أسعار المواد التموينية وعدم تطبيق نظام الفوترة وأهمية تشديد الرقابة على الاسواق خاصة في شهر رمضان القادم، وتحسين نوعية رغيف الخبز ومعالجة تبعات إصدار قرار تخفيض مخصصات الطحين للأفران وما خلفه من أزمة خبز في العديد من الاحياء كما تناولت المداخلات نقص الأدوية للأمراض المزمنة في مستوصف زهير حبي الذي يراجعه حوالي 7 آلاف مريض إضافة إلى ارتفاع أسعار المشافي الخاصة ووجود أدوية مهربة في الأسواق .وأشار المهندس عادل العلبي رئيس المجلس إلى أهمية تبسيط إجراءات الحصول على أدوية السكري وخاصة للمهجرين وتشكيل لجنة خاصة بتثبيت القبور وتسجليها نظراً لوجود العديد من الشكاوى ، مدير الاقتصاد في دمشق حسام شالاتي، بيّن أن قرار منح إجازات الاستيراد يراعي التوزع الجغرافي للمستوردات التي توزع على جميع المحافظات مشيراً إلى التوسع باستيراد المواد الغذائية وخاصة السكر والشاي والرز، منوهاً بأنه لا يتم رفض أي طلب استيراد مواد غذائية، وأوضح العلبي أنه تم تشكيل لجنة اقتصادية خاصة بدراسة واقع إنتاج السكر. كما طالبت المداخلات أهمية فرض رقابة على الصيدليات وعدم تقيد الأفران الخاصة بالتسعيرة والجوده والوزن وغياب الرقابة عليها، إضافة لغياب دور مؤسسة الخزن والتسويق في ظل الأزمة وتأخر توزيع البطاقات التموينية وتأخر وتباين أسعار الأدوية بين صيدلية وأخرى للدواء نفسه إضافة إلى طرح موضوع منح التراخيص المؤقتة للمحلات والمطاعم أو السناكات مقابل تحصيل مبلغ تأمين لمصلحة المحافظة بدءاً من 200 ألف ليرة ومافوق وفق المنطقة والمكان والمهنة، وضرورة إرسال سيارات نقالة بين الأحياء الشعبية لتوزيع المواد الغذائية بسعر مدعوم وخاصة أننا على أبواب شهر رمضان والأسعار ترتفع بشكل حاد.مدير صحة دمشق الدكتور رامز أورفلي، بيّن أن أسعار المشافي الخاصة لم تعدل والتسعيرة تتم وفق نظام الوحدات وهناك خلل في مراقبة الأسعار ولابد من تعزيز ثقافة الشكوى، مؤكداً توافر الأدوية للأمراض المزمنه بشكل كامل ونعمل على إعادة الهيكلية لتأمين الدواء وتوفيره في كل المستوصفات إضافة إلى أنه يتم العمل لإعاده هيكلية المستوصفات، وبالنسبة للأدوية المهربة فيعاقب الفاعل بالسجن، مشيراً إلى توافر 80% من أدوية السرطان في مشفى ابن النفيس وقد تم افتتاح قسم للأورام في مشفى ابن النفيس وهو نواة لمشفى الأورام في دمشق.محمود الخطيب معاون مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، بيّن أنه لم يتم رفع أسعار الحلويات عدا محل واحد لكونه يصدر لخارج القطر ومشكلة توافر الخبز في بعض المناطق ستتلاشى خلال أيام.
على طاولة المحافظة.. (الاقتصاد) متهمة بغياب الاستراتيجية
مع أن مدير اقتصاد دمشق محمد بسام شالاتي اعتبر أن لدى وزارة الاقتصاد استراتيجية في عملية الاستيراد حيث وجّهت بالتوسّع بمنح الإجازات المتعلقة باستيراد المواد الغذائية، إلا أن فيصل سرور عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق أصرّ على وضع وزارة الاقتصاد في قفص الاتهام لجهة التخبّط بإصدار القرارات المتعلقة بمنح أو منع إجازات الاستيراد دون التنسيق مع أي جهة معنية مع غياب الاستراتيجية في عملية تحديد أولوية المواد المستوردة، وليطالب بالتنسيق مع جميع المحافظات لتحديد الحاجة الفعلية لأي مادة مستوردة، في حين شدّد شالاتي على أن التجارة الخارجية لم ترفض أي طلب استيراد لمادة السكر إلا أنها تخفّض الكمية المطلوبة ليس إلا.وهنا جاء تدخّل رئيس مجلس المحافظة المهندس عادل العلبي خلال الجلسة الختامية للمجلس في محلّه عندما دعا إلى تشكيل لجنة للمتابعة بين المحافظة ومديرية الاقتصاد، مشدّداً على عدم السماح باستيراد مواد معينة تنتج محلياً بكميات تغطي الحاجة، في حين تركزت أغلب المداخلات حول قضايا التموين والمواد الاستهلاكية والصحة، حيث أوضح عضو المجلس محمد أكرم المصري أنه خلال الإشراف على توزيع المواد المقنّنة في مراكز بيع الاستهلاكية تم الكشف عن مخالفات في التوزيع، وتم إبلاغ مدير الفرع واتخذ الإجراءات الرادعة بحق العاملين المخالفين.كما طالب بعض الأعضاء بضبط الأسواق قبل حلول شهر رمضان ولاسيما أن الأسعار خيالية وخارجة عن السيطرة، وحول الموضوع الصحي لفت عضو المجلس حسام البيش إلى أن مستوصف كفرسوسة يخلو من العاملين والكادر عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً كل يوم من دون رقيب وحسيب، وهنا وعد مدير صحة دمشق رامز أورفلي بمتابعة الموضوع على الفور والمعالجة واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتسيّبين، مشيراً إلى أنه يتم حالياً إعادة هيكلة عمل المنشآت الصحية من ناحية الكادر والمستلزمات وفق دراسة كاملة للحاجة الفعلية لهذه المنشآت من مراكز ومشافٍ من جميع النواحي مع إعادة توزيع الكادر الطبي والمستلزمات الطبية والدوائية حسب الحاجة المدروسة
المشافي الخاصة أسعار فاحشة
اختتم مجلس محافظة دمشق أعمال دورته الثالثة لهذا العام بمناقشة القضايا المعيشية والتموينية والخدمات الصحية وبعض القضايا الأخرى حيث أكد المحامي فيصل سرور عضو المكتب التنفيذي لقطاعي التخطيط والمالية أن سبب الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار ليس التجار أو الصناعيين بل هي السياسة الاقتصادية غير المبنية على أسس إستراتيجية واضحة وشفافة ولا تعتمد على بيانات الواقع الحالي والإحصاء لكل محافظة وأن عدم منح إجازات الاستيراد والترشيد يتم بشكل اعتباطي وغير مدروس بشكل دقيق، وطالب سرور بإشراك محافظة دمشق بصنع القرار الاقتصادي ولو من باب المشورة والاستفادة من قاعدة البيانات المتوافرة لديها وتمنى على مجلس الشعب القادم إصدار القوانين التي تلغي احتكار وزارة الاقتصاد بصنع القرار الاقتصادي.، قيس عباس قال: ناقشنا عدة مرات موضوع إلغاء الموافقات الممنوحة لبيع الخبز ولم يتم ذلك ولا نعرف السبب! وهناك تراجع كبير في نوعية إنتاج المخابز الخاصة وهي خارج الرقابة الفعلية وطالب بإعادة العمل بالبطاقات التموينية وتفعيل اللجنة الاقتصادية في مجلس المحافظة وفتح مركز استهلاكي في المزة 86 والقيام بحملة على الصيدليات في المزة 86 لإنهاء ظاهرة بيع الأدوية بأسعار فاحشة ، خالد علبي طالب بالعمل على الاهتمام بجودة الرغيف مؤكداً أننا نعيش أزمة خبز غير مسبوقة في دمشق ناتجة عن القرار الخاطئ الذي أصدرته التموين وتراجعت عنه وطالب بمحاسبة من اتخذ القرار لأنه شكل أزمة في ظل الأزمة ، صالح حنون أشار إلى ورود أدوية مهربة من لبنان على أنها أدوية أوروبية وهي سيئة ويخشى أن تكون ضارة وتقوم الصيدليات ببيعها للمواطنين بشكل سري. وأشاد بالخطوة التي اتبعها فرع الاستهلاكية في دمشق في التدخل في السوق بشكل حقيقي ، أنس مارديني تمنى على فرع الخزن بدمشق أن يقوم بالتدخل الإيجابي في السوق كما فعلت الاستهلاكية ليساهم في خفض الأسعار ، عصام السيروان أكد وجود مخالفات مقيتة في المشافي الخاصة تتمثل برفع الأسعار بشكل فاحش حيث أجريت لمريض عملية مفاغرة معدة بكلفة 864 ألف ليرة وهناك عدم اهتمام بالتعقيم في أحد المشافي أدى لوفاة المريض ،بلال نعال تساءل عن الآلية التي يتم بموجبها منح إجازات الاستيراد لأن وزارة الاقتصاد تحرم تاجراً وتوافق لتاجر آخر بنفس نوعية المواد ، رئيس مجلس المحافظة المهندس عادل العلبي أكد ضرورة استيراد المواد الأساسية والغذائية والابتعاد عن الكماليات وأشار إلى أن نقل جزء من صلاحيات الوزارات إلى المحافظة هي من صلاحية اللجنة المركزية المشكلة لذلك، وأشاد العلبي بالجهود التي يبذلها فرع الاستهلاكية والتعاون مع مجلس المحافظة وطلب من مدير الصحة التدقيق في موضوع التعقيم في المشافي العامة والخاصة ، وبين مدير اقتصاد دمشق أن هناك آلية واضحة لمنح إجازات الاستيراد ويمكن لكل تاجر أن يقدم طلباً كل يومين ، مدير صحة دمشق الدكتور محمد رامز أورفلي قال: لم يتم حتى الآن تعديل الأسعار ولم يوافق الوزير على زيادتها والمشكلة اليوم في المواد المستوردة بالدولار، وأكد أن هناك التزاماً بالتعقيم ومتابعة جادة لذلك وليس بالضرورة أن تدخل الجرثومة على المريض من غرفة العمليات. وأكد توفر الأدوية بشكل كامل وفي جميع المراكز و80% من أدوية السرطان متوافرة في صيدلية مشفى ابن النفيس.
